مدونة ملاك الافلام والاغاني

افلام/اغاني/ اسلاميات/ برامج كاملة/صور/ العاب/مسرحيات /مسلسلات

سرار اجتماعات المشير والرئيس أيام الثورة

مرسلة بواسطة مدونة ملاك الافلام والاغاني الأحد، أكتوبر 09، 2011

لاتصالات التليفونية بدأت بينهما عصر 28 يناير بتكليف من القوات المسلحة بالنزول إلي الشارع.. وانتهت صباح 11 فبراير بكلمة واحدة من مبارك لطنطاوي:«شيلها»
اللقاء الأول:مساء الجمعة 28 فبراير
كان لابد أن يتصرف مبارك، أعلن في خطابه قبل منتصف ليل 28 يناير أنه قبل استقالة الحكومة وسيشكل حكومة جديدة.أخبر مبارك الفريق أحمد شفيق باختياره لتشكيل الوزارة الجديدة.. لكنه بذل محاولة لإبعاد المشير طنطاوي عن الجيش قبل أن يجلس مع شفيق، الذي ذهب لمقابلة الرئيس فوجده مجتمعا بطنطاوي، وهو ما جعله ينتظر خارج غرفة الاجتماع 45 دقيقة كاملة، في الاجتماع عرض مبارك علي طنطاوي أن يكون نائبا للرئيس.. لكنه رفض.. فعرض عليه أن يشكل هو الحكومة الجديدة.. فواصل الرفض، فلم يكن من مبارك إلا أن ألقي بما لديه من أوراق.. قال له إنه سيكلف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة، ومعني ذلك أنه سيكون وزيرا في وزارة يرأسها من هو أقل منه رتبة عسكرية.
لم يعبأ المشير بما قاله مبارك.. ولم يظهر له ضيقا مما قاله، مبارك أن يحدث خلخلة في تركيبة الجيش، وكان مستعدا في حالة قبول طنطاوي أي من المنصبين أن يعين مكانه رئيس سلاح الحرس الجمهوري، أو يأتي بعسكري خرج من الخدمة - فقد أراد أن يعينه في حكومة شفيق وزيرا للدفاع ونائبا لرئيس الوزراء.. علي الأقل ليكسب وده.. لكنه رفض وأجري اتصالا بزكريا عزمي بعد أن عرف ما يخطط له الرئيس، وقال له:اصرفوا نظر عن حكاية نائب رئيس وزراء دي.. وكفاية وزير دفاع.اللقاء الثاني:صباح الأحد 30 يناير بعد أن استقر مبارك علي التشكيل الوزاري تفرغ المشير طنطاوي- هو وأعضاء المجلس العسكري- لمتابعة ما يقوم به رجال القوات المسلحة.. كان مقرهم هو "ميم - 10".. وهي غرفة عمليات أديرت منها حروب سابقة.. وتقع تحت جبل المقطم. كان المشير ورئيس الأركان يتابعان عبر الشاشات وقائع اليوم السادس للثورة، وفجأة جاءهما إخطار عاجل ملخصه أن الرئيس ونائبه عمر سليمان في الطريق إلي مركز العمليات.
بعد دقائق دخل مبارك إلي مركز العمليات، ويبدو أنه كان يخشي من اغتياله أو اعتقاله، لذلك جاء في سيارة مرسيدس مصفحة ضد الرصاص وضد دانات الدبابات والمدرعات.. كما أنه لم يخطر المشير بموعد وصوله إلا قبلها بدقائق.
لكن المفاجأة أن جمال مبارك كان في صحبة أبيه.كان مبارك يدرك أن ظهور جمال في الصورة بأي شكل من الأشكال يمكن أن يكون مستفزا للجماهير الثائرة، لذلك طلب من المشير أن يصدر تعليماته بعدم إظهار صورة جمال في هذا اللقاء الذي سيبثه التليفزيون، وألا يظهر في الصورة الصحفية التي سترسل للصحف.وبالفعل كانت المنصة التي ظهرت إعلاميا تضم من اليسار كلا من سامي عنان وإلي جواره عمر سليمان ثم الرئيس مبارك ثم المشير طنطاوي.. وخلفه بثلاثة صفوف كان يجلس جمال مبارك إلي جوار القادة العسكريين.صورة واحدة فقط هي التي ظهر فيها المشير طنطاوي.. أما الصورة التليفزيونية فلم تلتفت إليه، واعتقد البعض أن الرئيس يريد أن يحجبه ليصور للعالم أنه لا يزال في الصورة.. لكن العلة كانت في جمال الذي كان مزعجا للجميع حتي اللحظة الأخيرة.ذهاب مبارك إلي غرفة العمليات لم يكن قراره.. ولم تكن فكرته.. وطبقا للتقارير الإسرائيلية عما حدث أيام الثورة، فقد كانت هذه فكرة أصدقاء مبارك في الموساد حتي يرسل للعالم برسالة مفادها أنه لا يزال قويا وممسكا بالأمور.. وأن الجيش معه.لم يستمر هذا اللقاء إلا عشر دقائق فقط.. بدا فيها مبارك مرتبكا.. طلب إطلاعه علي الموقف الميداني للقوات المسلحة في حماية المنشآت وتواجدها في الميادين والمناطق الرئيسية، وبالفعل أعطاه طنطاوي فكرة مختصرة عن الأوضاع.لكن قبل أن ينصرف مبارك من مركز العمليات طلب من قائد السلاح الجوي تنفيذ الخطة "إرادة".. وهي خطة تقوم علي استخدام سلاح الطيران في تهديد المتظاهرين.. لكن المشير اعترض علي الخطة خوفا من فداحة الخسائر.. وطلب من الرئيس أن ينتظر قليلا ليعرف ما الذي يمكن أن تسفر عنه الأحداث.وتقريبا كان هذا هو أول خلاف بين الرئيس والمشير.. فبعدها سار كل منهما في طريق، وإن لم يمنعهما الخلاف من اللقاء أكثر من مرة.. بل تبادل بعض المكالمات التليفونية.
اللقاء الثالث:صباح الاثنين 31 يناير كان لابد أن يجتمع مبارك مع رجال حكومته الجديدة التي شكلها -علي عينه -الفريق أحمد شفيق.. وهي الحكومة التي خرج منها 15 وزيرا من بينهم رجال الأعمال.. وشلة جمال مبارك، لكنها لم تلق قبولا في الشارع.عندما عرض مبارك علي شفيق أن يقوم بتشكيل الوزارة قال له استبعد من تشاء، لكن لا تستبعد اثنين فقط هما أحمد أبو الغيط وزير الخارجية والثاني ممدوح مرعي وزير العدل.قبل أن يصل أحمد شفيق إلي بيته عائداً من لقاء مبارك.. وجد الرئيس يحدثه في أمر أنس الفقي.. قال له خذه معك في التشكيل الجديد، ممكن تخليه وزير شباب كما كان.. لم تمر سوي ساعات قليلة حتي كان قرار الرئيس أن يبقي أنس الفقي وزيرا للإعلام، ويبدو أن هذا كان بسبب ضغوط جمال مبارك الذي كان يري في أنس رجله المخلص الذي يمكن من خلاله أن يسيطر علي منظومة الإعلام ويوجهها إلي حيث يشاء.حضر المشير طنطاوي هذا الاجتماع وكان صامتا طول الوقت، ويبدو أنه خرج منه حازما أمره فيما سوف يفعله، كان عمر سليمان موجودا في الاجتماع بصفته الجديدة كنائب لرئيس الجمهورية، في الاجتماع توصل طنطاوي إلي أن مبارك يعيش في غيبوبة ولا يعرف ماذا يدور خارج القاعة التي يعقد فيها اجتماعه.بعد الاجتماع مباشرة قال لبعض مساعديه أن جمال وشلة المنتفعين لا ينقلون الصورة بشكلها الحقيقي لرئيس الدولة.. وهناك إصرار علي تصوير ما يجري علي أنه أعمال شغب مدفوعة من قوي خارجية وداخلية لاتريد الاستقرار لمصر.. وهو ما سيدفع بمبارك إلي التمسك بعناده ورفض الاستجابة لأي مطلب من مطالب المصريين.
اللقاء الرابع:ظهر الثلاثاء 1 فبراير كانت مطالب الثوار في الميادين المختلفة تتصاعد.. وكان أن تصرف الجيش، وأصدر بيانه الأول مساء 31 يناير، وهو البيان الذي كان واضحا وحادا وحاسما في تحديد الانحيازات، .قبل إصدار البيان كانت هناك ترتيبات واضحة لتمريره إلي الرأي العام.. فقبله زار طنطاوي ميدان التحرير، ووقف يتحدث مع جنوده قائلا لهم:مصر تحتاجكم الآن.. وعمل الجيش علي إذاعة البيان بعيدا عن أنس الفقي، لأن القادة كانوا يعرفون أن أنس لن يذيعه، لانحيازه الواضح لجمال مبارك.
بعد إذاعة البيان تأكد مبارك أن الجيش تخلي عنه.. انحاز إلي الشرعية التي يراها.. وهي شرعية الشعب.. لم يضع مبارك وقتا، اتصل زكريا عزمي رئيس الديوان بمكتب المشير وبمكتب رئيس الأركان ليخبرهما أن هناك لقاء مساء يوم الثلاثاء 1فبراير.كان المشاركون في هذا اللقاء خمسة هم الرئيس مبارك ونائبه عمر سليمان.. ورئيس الوزراء أحمد شفيق ووزير الدفاع حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان.بدا أن مبارك غاضب للغاية من البيان الذي صدر عن القيادة العليا للقوات المسلحة، فقد تحدث البيان بصراحة عن حماية المتظاهرين والتأكيد علي مشروعية مطالبهم وتفهمها.. لكن الغضب الذي يضمره مبارك أفرج عنه في صيغة عتاب فقط.سأل مبارك طنطاوي عن سبب إصدار البيان؟ فرد المشير أن البيان يعكس موقف القوات المسلحة الأساسي والمبدئي، من رفض استخدام العنف ضد المتظاهرين، وأنه تأكيد علي موقف القوات المسلحة في حماية الوطن والشعب.
كان من رأي مبارك أن مثل هذا البيان سوف يشجع المتظاهرين علي الاستمرار في تظاهراتهم والإصرار علي رفع سقف مطالبهم، وأن ذلك ما كان يجب أن يتم دون التشاور مع رئيس الجمهورية والذي هو القائد الأعلي للقوات المسلحة في الوقت نفسه.في هذه اللحظة تدخل سامي عنان في الحوار وتحدث عن مسئولية النظام السياسي فيما وصلت إليه الأوضاع في البلاد، وما حدث في الانتخابات البرلمانية وما شابها من تزوير.. ولم يختم عنان كلامه إلا بقوله:لم يجد الناس من يسمع صوتهم أو يلبي مطالبهم.وأكمل طنطاوي بما يريده، قال: إن الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق أن يلبي الرئيس مطالب المتظاهرين، كان اللقاء الرابع بين طنطاوي ومبارك هو اللقاء الأخير.. فقد أدرك كل منهما أن بقاءه مرهون باختفاء الآخر، ولأن الجيش يملك القوة والشرعية ومساندة الشارع وتأييد الثوار.. فكان لابد أن يرحل مبارك، لذلك لم يكن غريبا ما نشرته «الواشنطن بوست» علي لسان "ليون بانيتا" مدير المخابرات المركزية الأمريكية، من أنه علي يقين من أن العسكريين المصريين قرروا إعفاء مبارك من منصبه قبل يوم توقيعه علي قرار التنحي.. فقد كانوا مسيطرين علي البلاد سواء وافق مبارك أو رفض.لم يكن الصراع بين مبارك وطنطاوي صراع مصالح.. كان صراع بقاء. وكان المشير ورجاله يعرفون أن مبارك إذا استرد قوته وسيطرته سينتقم من الجميع.. وعلي رأسهم رجال المجلس العسكري، لذلك لم يكن غريبا ما قاله سامي عنان في أحد اجتماعاته، مع بعض المثقفين: إنه لو كانت الثورة فشلت لأعدمنا وشنقنا جميعا وعلقنا علي باب زويلة.الاتصال الأخير:صباح الجمعة 11 فبراير انقطعت الاتصالات واللقاءات بين طنطاوي ومبارك.. ألح طنطاوي كثيرا علي عمر سليمان أن يحمل للرئيس طلبه بأن يتنحي ويترك الحكم، لكن اتصالا أخيرا جري بين الرجلين الكبيرين، تم تحديدا في الساعة الحادية عشرة والثلث.كان مبارك هو من اتصل بالمشير طنطاوي.. لم يعاتبه.. لم يسأله في شيء.. لم يطلب منه شيئا، فقط قال له: «شيلها».

0 التعليقات

إرسال تعليق

شات شباب وبنات لكل العرب

Footer Widget 1

Texts

Footer Widget 3

Blogger Themes

Test Footer 2

Footer Widget 2

Popular Posts

أرشيف المدونة الإلكترونية

المتابعون

أرشيف المدونة

المشاركات الشائعة